بينما تضاء المنازل والأنشطة الخدمية والصناعية بتيار كهربائي مستقر ، تخوض شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء حربًا خفية ضد "نزيف الطاقة" تكشف عنها وثيقة الموازنة التخطيطية 2025/2026 والتي استعرضها المهندس "حسن البيلي" رئيس مجلس إدارة الشركة خلال إجتماع الجمعية العمومية الذي عقد منذ عدة أيام بمقر الشركة القابضة ، برئاسة المهندس جابر الدسوقي.
وكشف الموازنة التخطيطية للشركة عن عدداً من التحديات التي تعوق حركة الارتقاء الإقتصادي للشركة بل وتهدد مركزها المالي .
وتتمثل هذه التحديات في التغير في سعر الصرف الذي يزيد من الأعباء على الشركة ، و عدم التزام شركات المياه والصرف الصحي بتنفيذ البروتوكول الموقع مع الشركة القابضة بسداد 70% من الإصدار 30 % من المتأخرات ، فضلاً عن عدم التزام الجهات الحكومية بسداد المديونيات المستحقة عليها ، بالإضافة إلى التعدي على شبكات الكهرباء من خلال الاستيلاء على التيار والتوصيلات الغير قانونية.
ولا شك أن مثل هذه التحديات لا تتحكم بها الشركة نظرا لارتباطها بجهات و عوامل خارجية ، ولكنها تبذل قصارى جهدها لتحصيل الديون وملاحقة الخارجين على القانون ممن يستولون على التيار الكهربائي بطرق مخالفة من خلال تكثيف حملات التوعية والضبطية القضائية و تركيب عدادات كودية مسبقة الدفع للمخالفين الذين لا تردعهم التشريعات والقوانين الصارمة التي صاغتها الحكومة للحفاظ على المال العام .
ولا نرى عيبا لدى الشركات التي تعاني من تلك المشاكل و التي أصبحت ظاهرة مجتمعية ، ولكن تظل تلك التحديات مؤشرا سلبيا يهدد شركات الكهرباء و يقوض من قدرتها على تحسين وجودة واستمرارية الخدمة ، لما يكبدها من خسائر هائلة .
ونلاحظ أن الشركة أيضا لجأت لتطبيق عدداً من الإجراءات التي تسهم في تحقيق مستهدفاتها من خلال العمل على فتح مصادر جديدة لتحصيل مستحقات الشركة بوسائل التحصيل الالكتروني ، و استخدام كافة الوسائل لتقليل المغلق الذي لم يشحن مطلقا ، وكذا تفعيل السداد بالفيزا و شحن العدادات عن طريق ماكينة POS ، من خلال محصلى المرور و العمل على خفض المغلقات ، و التوسع في تركيب العدادات الذكية ، من خلال مشروع جايكا، حيث كشفت الموازنة التخطيطية أن الشركة تستهدف تركيب عدد 400 ألف عداد خلال عام الموازنة .
وعلى أثر هذا العبئ الثقيل ترى مجموعات من العاملين كخلايا النحل يعملون بروح جديدة مفعمة بالنشاط والعزيمة والإصرار على مواجهة هذا التحدي على أرض الواقع من خلال العمل الميداني ، و وفقاً لتوجيهات المهندس حسن البيلي ، تتشكل مجموعات من القيادات والعاملين يجوبون النطاق الجغرافي للشركة لضبط التلاعبات وسرقات التيار ، وبدون مبالغة أو مزايدة لا اعتقد أن هناك طريقة أخرى للعمل افضل من ذلك ولا شك بأن تلك الجهود حتماً ستسفر عن تحسن ملحوظ ونتائج إيجابية بمشيئة الله.
البيان على المٌعلم ....
ومن المفارقات التي تعطي دلالات يفهمها من يفهمها ويعي معناها وقيمتها العاملون بقطاع الكهرباء ، قيام المهندس حسن البيلي ، في أحد جولاته بالمرور على صناديق التوزيع ولوحات التحكم بالمصانع ويفحصها بنفسه ويرى كم الإرهاق والتعب والصعوبات الشديدة التي يجدها فنيي ومهندسي الشركة للوصول إلي العداد و الوصلات في مشهد شديد التعقيد من وجود كابلات واسلاك متشابكة بالمئات وسط الماكينات والالات بهذه المصانع تصعب مهمة فحص التوصيلات من قبل العاملين بالشركة ، فوجه بضرورة تخصيص حجرة صغيرة أو مكان محدد داخل المصانع والشركات و مراعاة ذلك بكل دقة في التعاقدات الجديدة كما وجه بدراسة تركيب العدادات في المصانع والمحلات الكبرى في صناديق بحيث لا تسمح للمشترك للتلاعب بالعداد ، ولا أخفي سرا من كم التعقيبات والتعليقات والملاحظات الفنية التي وجه بها خلال جولته الفاحصة ، ما يعنى أن العمل على أرض الواقع لا شك له طبيعة أخرى افضل بكثير من المراقبة من بعيد والاكتفاء ببعض التقارير والارقام على الورق .